مشروع حقي أعرف

ما هي نسبة النّساء التي تمتلك أراضي ضمن نطاق البلدية؟

لا يوجد لدى البلدية معلومات مؤكدة عن نسبة الأراضي التي تمتلكها نساء البلدة، كون أنّ البلدية غير مختصة بهكذا مستندات، ولكن بشكل عام ليس هناك الكثير من

الأراضي المسجّلة بإسم النساء.

هل هناك شق اجتماعي يعنى بالتّوعية داخل مهام البلدية أم أن دورها يقتصر على المهام الخدماتية فقط؟

بالطّبع هناك شق يعنى بالتّوعية، فالبلدة تنفذ مسرحيات عن فرز النفايات وأهمية التعليم ونشاطات ترفيهية ومسرحيات الغرض منها التّوعية على مختلف المواضيع، وهناك جزء من مهامنا يعنى بالثقافة المكتبية، ولكن لم يحدث أن تحدثنا بموضوع الإرث من قبل.

إذا أتيحت لكم الفرصة للمشاركة في حملات التّوعية حول موضوع الإرث هل لديكم أي مشكلة؟

من المؤكد ذلك، كوننا نؤمن بإلزامية تطبيق مبدأ العدالة بين البشر، وإعطاء المرأة حقها بالإرث، يجب على كل إنسان أن يعرف حقوقه وواجباته ويطالب بحقوقه، فالحق يؤخذ ولا يعطى وهذا الموضوع مهم جدا” وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، يمكن للمرأة التي تحصل على حقها وأن تستثمر الأراضي وتعيل أسرتها.

هل سبق وأن لجأت إليكم سيّدة لحل مشكلة بخصوص الإرث؟ وهل قمتم بمساعدتها؟

نعم، هناك عدد قليل من النساء الذين لجأنّ إلى البلدية وقمنا بحل المشكلة نسبيا” إذ أن العديد من نساء البلدة يجهلنّ حقوقهنّ في الميراث ويسود لدينا بشكل عام مبدأ العيب في مطالبة النساء لإرثهنّ حيث أنّه ينتظر ولادة الذّكر ليحمل إسم العائلة وتترك له الورثة كاملة” غالبا”.

بحسب خبرتك الاجتماعية كرئيس بلدية، ما هي الطرق التي تحول دون حصول المرأة على إرثها؟

هناك العديد من الطرق التي تحول دون حصول المرأة على إرثها منها مبدأ التخجيل والذكورية (إنت رح تتزوجي وتروحي لعيلة تانية شو بدنا نورّت الصهر ويروح جنى عمرنا للغريب)وهذه الطّريقة هي الأكثر شيوعا” والمتوارثة كأفكار، من هنا لا تتجرأ النساء من المطالبة بحقوقهنّ خوفا” من العيب وللمحافظة على أراضي العائلة. هناك طرق أخرى منتشرة أيضا” وهي الاحتيال عليها مثل إعطائها الذهب أو المال وقيمتهم لا تساوي شيء بالنسبة لقيمة الأراضي والشركات والممتلكات.

في بعض الأحيان يلجأ الإخوة الذكور والآباء إلى أخذها بالعواطف (هيدا خيّك ما إلك غيرو هوي بيحميكي بدك تقاسمي على الورتة؟؟؟…) فتتخلى النساء عن ممتلكاتها بالشفقة والعواطف.

أحيانا” يلجأ الذكور (الآباء والإخوة) إلى التزوير بالأوراق الرسمية مثل إلغاء اسمها عن إخراج القيد العائلي (بالوفاة المزورة).

هناك حالات أيضا” شهدناها في البلدة مثل الضغط عليها بشكل رهيب واعتماد وسائل الضرب والإهانة لتتنازل عن حقها.

– ما هي تبعات حرمان المرأة من الإرث على صعيد البلدة؟

إنّ المرأة الغير متحررة إقتصاديا” هي غير متحررة بكل شيء، من يصرف عليها يحكمها إن كان الأب أو الزوج أو الأخ…من هنا نرى العديد من النّساء التي تتعرّض للعنف في منزل زوجها وتودّ الطلاق منه ولكنها لا تستطيع وتجبر على العيش معه بالرغم من الإهانة والضرب لأنها غير مستقلة إقتصاديا” ولا تجد من يصرف عليها وعلى أولادها في حال الطّلاق.

بالإضافة إلى ذلك إنّ حرمان المرأة من الإرث يترك أثرا” نفسيا” لدى المرأة تجاه عائلتها وينتج عن ذلك توتر بالعلاقات الأسرية بين الإخوة والأخوات وبالتالي تفكك العلاقات الأسرية.

هناك بعض النّساء التي تجبر على أعمال لا تليق بالأمور الأخلاقية من أجل العيش وكسب النّقود، لو كانت تملك أراضي لما اضطرت إلى ذلك.

رئيس بلدية تمنين الفوقا الحاج علي جانبين

التعليقات معطلة.